رسالة لك

من: الدكتور عماد عمر سرحان – المؤسس والمدير التنفيذي لشركة المشورة الرقمية.

الي: اليك أنت.

الموضوع: نبذة عنا.

تحياتي…

مرت أكثر من 23 سنة منذ أن بدأت العمل في مجال تقنية المعلومات والتي قمت خلالها ببيع وتطبيق العديد من المنتجات المتعلقة بالأعمال الإلكترونية وإدارة المحتوى. خلال هذه الفترة الطويلة، كان ينتابني دائما شعور بالخوف عندما تقوم الشركة التي أعمل بها بعملية بيع لأي منتج ولأي عميل. نعم … كانت عملية البيع بالنسبة لي صداع لا ينتهي عكس ما ينبغي أن يكون عليه الحال.

أتعرفون لماذا؟ لأني أعلم علم اليقين بأن تلك المتطلبات التي أرسلها لنا العميل والتي سيشتري منتجنا اعتمادا عليها لا تمثل الاحتياجات الحقيقية له وأنها ستتغير عندما نبدأ بالتنفيذ مما سيجبرنا على القيام بأعباء إضافية لتطويع المنتج ليناسب تلك الاحتياجات الحقيقية. المتطلبات الحقيقية تظهر عادة عندما ننتهي من مرحلة التحليل والتصميم فعندها فقط يفهم العميل احتياجاته الحقيقية ويبدأ الصراع من أحل تغير نطاق عمل المشروع ليتم تنفيذها ودون مقابل في الغالب. وقد يصلح أو لا يصلح المنتج لتحقيقيها.

ما المشكلة؟

كثيرا ما ناقشت هذه المشكلة في اجتماعات المشاريع والاجتماعات مع الإدارة العليا لكن يبدو أن المشكلة أكبر منا جميعا. ففي سوق تقنية المعلومات في العالم العربي لا يوجد حد فاصل في غالب الأحيان بين الاستشارة والتنفيذ فكلاهما متداخلان بشكل كامل.  فأنت مجبر على بيع المنتج قبل أن يتم فهم المتطلبات النهائية وهذا يؤدي قي غالب الأحيان الى مشاكل كثيرة بين الشركات التقنية الموفرة للخدمة والعملاء أثناء التنفيذ.

حتى أستطيع أن أنجح في أي مشروع فلابد أن أحرص على رضا العميل وهذا لا يتم الا اذا قمت بتلبية كل تلك التعديلات حتى لو لم يكن هناك أي مقابل مادي نتيجة لذلك. نعم هذه هي الحقيقية وأعتقد أن كل من يعمل في هذا المجال يواجه ذات التحدي.

لقد حاولت كثيرا تغير الأمر. أذكر منذ حوالي سبع سنوات كنت قد سألت أحد العملاء الذين تعاملت معهم ” هل يمكننا تقسيم المشروع الى مشروعين أحدهما للتحليل والتصميم والأخر للتنفيذ”. “لماذا” أحاب العميل مستغربا.  فقلت “حتى نتمكن من معرفة احتياجاتك الحقيقية ونقدم لك المنتج المناسب” فأحاب مسرعا ” لا تقلق فقط أعمل وفق هذه المتطلبات فهذا ما نحتاجه ونحن أدرى باحتياجاتنا”

لكن كالعادة تغيرت أغلب المتطلبات بعد ذلك وعملنا كثيرا ليتوافق منتجنا معها وتكلفنا  بعض الأموال ولولا أنني توقعت الكثير من تلك التغيرات مسبقا لكان الأمر أسوأ.

بعدها بعام تقريبا، كررت المحاولة مع عميل أخر لكن رده هذه المرة كان أكثر عجبا عندما قال لي ” لا يمكنني تقسيم المشروع الى مشروعين لأنني لا أملك ميزانية لتنفيذ مشروعين “. وتكرر الأمر لكن هذا العميل كان أكثر ذكاءا عندما تعلم مني ومن فريق العمل كل شيء أثناء تنفيذ المشروع وقاد هو وفريق العمل لديه تنفيذ التغيرات فيما بعد دون تدخل منا. لا أدري ان كان هذا جيد أم لا لكن أعجبني تحكم العميل بعمله بنفسه وشعرت كمن قدم مشورة له ليفعل ذلك.

وكانت أخر محاولاتي قبل أربع سنوات تقريبا عندما عملت جاهدا لتوقع تلك التغيرات قبل أن تحدث لكن أحدا لم يصدق أنها ستحدث فعلا. “لا… لا أعتقد أن هذا ما نريد….فقط التزم بما هو مدون في وثيقة المتطلبات”، هذا ما سمعته من مدير المشروع ومن العميل. لكن ما توقعته حدث والتزمنا كالعادة بالتعديل والتغير.

أه… لقد تعبت وتوقفت عن البحث عن حل بعد ذلك.

لكن قبل عام وعندما تركت عملي الوظيفي فكرت بعمق بما ينبغي أن افعله في حياتي المهنية. هل على أن استمر في التوليف والتعديل أم أفعل ما يجب علي فعله.

نعم لقد قررت أن أفعل ما علي فعله وهكذا بدأت بتأسيس شركتي الاستشارية الخاصة. أعلم أنه من الصعب تغير طريقة التفكير هنا أو تغير السوق وأعلم أن الطريق صعب لكن على أن أحاول وأن أفعل شيئا.

من كل قلبي أتمنى أن اساعد العملاء على معرفة احتياجاتهم الحقيقية قبل أن يقدموا على شراء المنتجات أو الحلول التقنية. أن اساعد الشركات على التحكم بالأعمال والمشاريع التي يقومون على تنفيذها فهم الأدري بأعمالهم. وحتى أن اساعد الشركات المنتجة للبرمجيات والمقدمة للخدمة على الحصول على متطلبات حقيقية من عملائهم قبل التنفيذ. أرغب بشدة بالتوقف تماما عن الالتزام بأي منتج والتركيز على دراسة ومعرفة احتياجات المستخدمين فقط ومساعدتهم في توفير المنتج المناسب لتلك الاحتياجات.

حلمي الأكبر أن أؤسس لشركة متخصصة بالاستشارات الرقمية في العالم العربي. لتمكن الجميع من الحصول على المشورة التي يحتاجونها بسهولة وفي أي وقت ومن أي مكان وبتكلفة معقولة.

لقد كنت محظوظا أن حصلت على خبرة في المجالات المختلفة المتعلقة بالتحول الرقمي، الأعمال والتعليم والتواصل. فالتواصل كان شغفي  منذ بدايات حياتي العملية عبر اهتمامي بالمواقع الإلكترونية وتطوير المحتوى لدرجة أني قمت بتأليف كتاب حول تأسيس المواقع الإلكتروني قبل خمس سنوات. أما الأعمال وتطويرها وأتمتتها فقد أخذت جزء كبير من  خبرتي لأكثر من 16 عاما. أما التعليم فكان اختياري لموضوع أطروحتي للدكتوراه لأنني كنت دائما على يقين بأنه هو الذي سيقود أي عملية تطور وبناء للفرد أو المؤسسة أو الدولة.

هذه الخبرات المتنوعة مكنتني من رؤية الصورة الأكبر للتكامل بين تلك المجالات المختلفة للتحول الرقمي وعزز ذلك أطروحتي للدكتوراه والتي درست من خلالها ذلك التكامل بعمق عندما قمت بوضع إطار عمل للتعلم الإلكتروني المعتمد على مفاهيم إدارة المعرفة. أذكر أنني عندما قمت بذلك قبل ثلاث سنوات قال لي أحدهم “لم عليك أن تكتب أطروحتك في مجال جديد” فأجبته “إنه ليس بالمجال الجديد بل التعليم هو المظلة التي تجمع في طياتها الأعمال الرقمية والتواصل الرقمي والتعليم الرقمي”.

هدفي الأن هو أن أقوم ببناء تلك الشركة المخصصة والتي يتكامل فيها التعليم الرقمي والتواصل الرقمي والعمل الرقمي. لهذا السبب قمت بتأسيس شركة المشورة الرقمية.

لكن السؤال بقي هنا كيف يمكنني تحقيق ذلك؟ كيف أبدأ؟

لقد فكرت مليا في هذا الأمر.

وأخيرا تذكرت بحثي في مرحلة الماجستير عندما درست احتياجات المستخدم وكيف يمكن جمعها وتحليلها والتي وجدت من خلاله في ذلك الوقت أن أفضل طريقة للوصول للاحتياجات الحقيقية للمستخدم العربي هي أن يتم بناء نموذج مصغر حقيقي لما يريد. فهذا سيساعد على فهم الاحتياجات الحقيقية من أي نظام تقني بل وسيساعد العملاء على التحكم بأعمالهم فيما بعد.

نعم …. “لقد وجدتها”…..

على أن ألجأ لمنتجات استشارية غير مباشرة تعتمد على النماذج المصغرة، وعلى أدوات تساعد العملاء علىأن يقوموا بالإعمال بأنفسهم، وعلى محتوى تعليمي متميز يدعم ذلك.

وهذا ما بدأت تنفيذه عبر المشورة الرقمية ولكن بالطبع ما زلنا في البداية.

هذه هي البداية وما زال الطريق طويل.

لقد أسست شركة المشورة الرقمية لأنني أحب أن اساعد الناس والشركات في تحولهم الرقمي أكثر من مجرد بيع منتجات لهم. رؤيتي أن تكون المشورة الرقمية شريك محايد لأي فرد أو شركة في العالم العربي في برامجهم للتحول الرقمي سواء في التعليم أو الأعمال أو التواصل. لم نأت لمنافسة أحد بل جئنا لنتكامل مع الجميع.

أرجوكم أن لا تنتظروا لكي نصبح شركة استشارية كبرى وأبدأوا بالتعامل معنا الأن

تواصلوا معنا عبر البريد الإلكتروني أو عبر موقعنا لكي تستفيدوا من أي منتح من المنتجات التي نقدمها أو اذا أردتم دعمنا في منصة تعلم. يمكنكم أيضا متابعتنا عبر تويتر أو الاشتراك في النشرة البريدية الخاصة بنا لتعرفوا كل جديد.

ولكم تحياتي

عماد سرحان

المؤسس والرئيس التنفيذي لشركة المشورة الرقمية